مبادرة مليون مبرمج عربي ستسهم في استقطاب استثمارات أجنبية ضخمة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

Sun, 26 Nov, 2017

ستشكّل مبادرة ’مليون مبرمج عربي‘، التي أطلقتها ’مؤسسة دبي للمستقبل‘ بدعم من مؤسسة ’حسين سجواني – داماك الخيرية‘، حافزاً مهماً لتوفير ملايين فرص عمل جديدة في مجالات البرمجيات وتطبيقات الهواتف الذكية وتطوير المواقع الإلكترونية من ضمن حوالي 80 مليون فرصة عمل جديدة متوقّع توفرها عام 2020 وفق تقرير سابق لشركة برايس واترهاوس كوبر (PWC).

وسيسهم تطوير مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في توفير زخم قوي للاقتصادات الإقليمية من خلال مساعدتها على تعزيز مستويات الإنتاجية، إلى جانب استقطاب مليارات الدولارات الأمريكية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العقد المقبل. 

وبهذه المناسبة، قال حسين سجواني، رئيس مجلس إدارة شركة ’داماك العقارية‘: "لا شك أن مبادرة ’مليون مبرمج عربي‘، التي تم إطلاقها في نهاية شهر أكتوبر الماضي، ستسهم في تمكين مليون مواطن عربي من اكتساب المهارات والخبرات الفنية التي تطلبها الوظائف في المستقبل، كما ستتيح للمنطقة فرصة الاضطلاع بدور ريادي في ابتكار واعتماد تقنيات جديدة بالتزامن مع دخولنا عصر الثورة الصناعية الرابعة. ويشكل نجاح المبادرة في جذب أكثر من نصف مليون طلب للمشاركة خلال الأسابيع الأولى من إطلاقها، ومن أكثر من 22 دولة، دليلاً ساطعاً على التأثير الواسع الذي أحدثته في المجتمعات العربية، ويبرهن على مدى التعطش للمعرفة واكتساب المهارات بين فئاتها الشابة".

من ناحية أخرى، نوّهت الدراسات الأكاديمية للأسواق إلى العلاقة الوثيقة بين تطوير مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جهة، والاستثمارات الأجنبية المباشرة من جهة ثانية. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستساعد مبادرات مثل مبادرة ’مليون مبرمج عربي‘ على تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة بطرق مختلفة. وتتمثل أولى هذه الطرق في إثارة اهتمام المستثمرين بالتطبيقات والأسواق الإلكترونية والخدمات المتعلقة بالهواتف الذكية والتي سيتم تقديمها إلى كتلة سكانية ضخمة تبلغ 437 مليون شخص في المنطقة.

ثانياً، يسهم الاقتصاد القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على استقطاب الشركاء من المستثمرين عن طريق الاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة في تعزيز الإنتاج، وتنمية قاعدة عملائها، وخفض تكاليف تسليم السلع والخدمات. وبدوره، يساعد التحول الرقمي على حفز النمو في الكثير من القطاعات، بدءاً من قطاعات المصارف والتأمين والاتصالات، ووصولاً إلى تجارة التجزئة للسلع الاستهلاكية والخدمات والمستحضرات الصيدلانية والتصنيع والسفر والضيافة.

ثالثاً، يتيح الاقتصاد الرقمي مستويات أعلى من الشفافية في توفير الخدمات العامة، وتمهيد الطريق نحو إرساء الحكومات الذكية التي تسهم بدورها في تعزيز السياسات المواتية للأعمال ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف سجواني: "علاوة على ابتكار نماذج أعمال جديدة وتوفير المزيد من فرص العمل، يساعد الاقتصاد الرقمي أيضاً على تحسين آليات اتخاذ القرارات الإدارية، وتسريع وتيرة تطوير المنتجات والخدمات، وتمكين الموظفين، وتعزيز مستويات الأداء الإداري. ومن شأن ذلك أن يفضي إلى تأثيرات إيجابية مضاعفة بحيث لا تقتصر فوائد الاستثمار في الاقتصاد الرقمي على فرص العمل التي ستتوفر بشكل فوري".

ومن خلال تناول الهند في دراسة حالة تتمحور حول تمكين النمو الاقتصادي استناداً إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستثمارات الرقمية، تشير تقديرات المحللين إلى أن هذه السوق الناشئة ستحظى بحصة تبلغ 7% من قطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي، حيث تستعين 60% من الشركات العالمية بالسوق الهندية لاختبار الخدمات قبل تسويق المنتجات البرمجية على الصعيد العالمي. ومن المتوقع أن يسجل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد نمواً سنوياً مركباً بنسبة 10% خلال الأعوام القليلة القادمة، مع توقعات بأن تصل العائدات الإجمالية للقطاع إلى 154 مليار دولار أمريكي في عام 2017. ويعد قطاع تكنولوجيا المعلومات أكبر القطاعات الخاصة من حيث توفير فرص العمل في الهند، حيث يبلغ عدد الوظائف التي يقدمها حوالي 3,7 مليون فرصة عمل، كما يسهم بنسبة 38% من إجمالي الخدمات التي تصدرها البلاد. 

وأردف سجواني: "تشكل الهند بحدد ذاتها دراسة حالة ومعياراً أساسياً يتيح لنا معرفة المنافع الهائلة التي ينطوي عليها تطوير اقتصادات رقمية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبينما ننتقل من الاقتصادات القائمة على الخدمات في مرحلة ما بعد التصنيع، يشكل القطاع الرقمي وسيلة مثالية لتوفير الوظائف وفرص العمل المستقبلية للشباب العربي، فضلاً عن مساهمته في حفز النمو والازدهار الاقتصادي".

وتعد مبادرة ’مليون مبرمج عربي‘ إحدى مبادرات ’مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية‘، وهي مؤسسة خيرية مكرسة لنشر التعليم والمعرفة بهدف المساهمة في نهضة العالم العربي، وتطوير المنطقة عبر الاستثمار في طاقات وإمكانات الشباب لبناء مستقبل زاهر. وتتولى ’مؤسسة دبي للمستقبل‘ إدارة المبادرة بدعم من مؤسسة ’حسين سجواني – داماك الخيرية‘.

وللتسجيل مجاناً في دروس تعلم البرمجة، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.arabcoders.ae.