رئيس مجلس إدارة «داماك» لـ «البيان الاقتصادي»: عقارات دبي احتوت الجائحة بحزم الدعم

تم النشر بتاريخ Dec 20, 2020 | البيان

 

أكد حسين سجواني، رئيس مجلس إدارة «داماك» العقارية، أن سوق العقارات في دبي واجه العديد من التحديات بسبب جائحة «كورونا»، إلا أن الإمارة نجحت في احتواء تأثيراته عبر حزم الدعم الحكومية، حيث شهد النصف الأول من عام 2020 تسجيل معاملات بقيمة 72.5 مليار درهم، وفقاً لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، مما يشير إلى أن السوق ينتعش، متوقعاً أن يستغرق الأمر نحو 24 شهراً للعودة إلى ذروة الأداء.

وقال سجواني، في حوار مع «البيان الاقتصادي»، إن القطاع يواجه تحديات غير مسبوقة دفعت بأغلب اللاعبين والشركات فيه إلى تجديد منظومة عملهم، فأصبح بعضهم أكثر إبداعاً في نهج التعاطي مع العملاء عبر توظيف التكنولوجيا بطرق جديدة في ظل مساعي جادة لتحقيق كفاءة ومرونة أعلى في أعمالها.

حوافز

وأضاف أنه في السنوات الأخيرة، أصبحت الحوافز الإضافية المقدمة للمستثمرين في الإمارات، كالإقامة طويلة الأجل والملكية الأجنبية بنسبة 100%، نقاط جذب فريدة عزّزت من مكانة الدولة وقدرتها التنافسية، ما جعل غالبية المستثمرين هم من الأجانب وهذا واقع وملموس، إضافة إلى أن البنوك الإماراتية لا تزال، برغم الجائحة، تقدم القروض وتعرض معدلات فائدة منخفضة للغاية، مما يمثل حافزاً إضافياً للمشترين المحتملين.

تحولات

ورأى سجواني أن الوضع قبل أزمة «كورونا» ليس كما هو بعده، وقال: لقد تغير العالم في لمح البصر جراء ما أحدثته الجائحة من تغييرات جذرية طالت شتى القطاعات والصناعات، الأمر الذي دفع بالشركات التوجه صوب مواكبة التوجهات الاستهلاكية الجديدة، إلا أن قطاعات قليلة شهدت تحولاً سريعاً، وبالرغم من حديث العديد من العاملين بالقطاع عن الضرر البالغ الذي تسببت به الجائحة في أسواق العقار العالمية، وفي الميزانيات العمومية لشركاتهم، إلا أن ما أفضّله هو الحديث عن الإيجابيات بدلاً من السلبيات خلال الأوقات الصعبة، خصوصاً وأن العقار قطاع مرن يمكن أن يتكيّف بسهولة مع الأحداث الطارئة.

واستطرد سجواني بلغة متفائلة قائلاً: لم يكن القطاع بمنأى عن تأثيرات الجائحة التي ألقت بتداعياتها على مختلف المجالات، لكن دعونا نلقي نظرة على ما هو مناسب لنا، وكيف يمكننا تحسين الفرص واستثمار الواقع الحالي، وبحث إمكانية التكيف بسرعة مع الاتجاهات المتغيرة في السوق، ولنبدأ بالمؤشرات الإيجابية، فعلى الرغم من انخفاض حجم الاستثمار في النصف الأول 2020، إلا أن التقارير الأخيرة أظهرت أن سوق العقارات السكنية الرئيسية في دبي شهد انتعاشاً في حجم الطلب الذي بات أقوى.

ورغم حالة التذبذب التي مر بها القطاع، إلا أن السوق لا ينضب، فوفقاً لتحليل أجرته شركة «Luxhabitat Sothebys»، المتخصصة في سوق العقارات السكنية الراقية مستندة إلى بيانات صادرة من دائرة الأراضي والأملاك في دبي، تم تداول أكثر من 2297 شقة و438 فيلا في الربع الثالث 2020، بزيادة نسبتها 24% في العدد الإجمالي للوحدات المباعة على أساس ربع سنوي، ما يعني أن العديد من الأشخاص ما زالوا يشترون أو يستأجرون لأسباب مختلفة، وأن الشركات تبذل جهداً إضافياً للتكيف مع احتياجات عملائها المتغيرة.

توجهات

وأشار سجواني إلى تغيرات في توجهات السوق والمتعاملين فيه، قائلاً: إذا نظرنا بشكل عام إلى التوجهات في سوق العقارات العالمية، نجد أن الناس يبحثون عن أمر محدد عندما يتطلعون إلى شراء أو استئجار عقار، هو القدرة على تحمل التكاليف أو القيمة مقابل مدخولهم من الأموال، ونرى في هذه النقطة تحديداً أنه مع تراجع الاقتصاد العالمي، نجد أن العملاء مجبرون على تقليص مصاريفهم، مما يجعل توفير خيارات إسكان بأسعار معقولة ضرورة وأولوية رئيسية لشركات العقارات والمطورين، وما نلمسه من واقع الخبرة الميدانية أن الناس نتيجة لظروف الحجر المنزلي والعزل الذاتي أثناء الوباء، تبدلت متطلباتهم وباتوا بحاجة إلى مساحات أكبر.

وأضاف: على سبيل المثال، قد يحتاج الموظفون الذين يعملون من المنزل إلى غرفة إضافية لتحويلها إلى مكتب عمل، بينما تفضل العائلات التي لديها أطفال منازل عوضاً عن الشقق، بحيث يتوفر في المنازل مرافق مثل مناطق ألعاب وأحواض سباحة يشعر بموجبها أولياء الأمور بالأمان والاطمئنان لأن أطفالهم يستمتعون بأوقاتهم في منطقة لعب خارجية خاصة بهم ما يجنبهم خطر الاختلاط بالأطفال الآخرين.

تنافسية

ولفت حسين سجواني إلى أجواء التنافس في السوق حالياً، حيث تكيفت الشركات والمطورون وكثرت العروض الترويجية وحوافز الشراء أو الإيجار التي يمكن للعديد من الأشخاص تحمل تكاليفها.

بالإضافة إلى ذلك من المهم ملاحظة أن المستثمرين الذين يستفيدون من انخفاض أسعار السوق يقومون بشراء العقارات، ما يجعل حركة العمل متواصلة وهذه أخبار جيدة لسوق العقارات الذي يتمتع بعوامل جذب للمستثمرين ويدرّ عوائد، ما يجعله واحداً من أكثر القطاعات أماناً.

وتابع: أما حول السوق الثانوية وفرص البيع على الخارطة، فإن الإمارات تبقى مركزاً للشركات متعددة الجنسيات التي ترغب بتنمية أعمالها في المنطقة، ما يعني أنه في الوقت الذي أدى فيه الوباء إلى فقدان الوظائف في بعض القطاعات، فإن قطاعات أخرى تشهد نشاطاً في تنمية أعمالها وفي مجال التوظيف.

وبينما يغادر بعض الناس منازلهم ويبيعونها، فإن الموظفين الجدد لديهم العديد من الخيارات الجذابة في السوق الثانوية. من هؤلاء الذين يتطلعون إلى جعل الإمارات وطنهم في السنوات المقبلة.

ووفقاً لتحليل أجرته «Luxhabitat Sotheby» بناءً على بيانات من دائرة الأراضي والأملاك في دبي، فإن حجم المبيعات على أساس ربع سنوي في سوق العقارات السكنية الرئيسية في دبي قد تضاعف، حيث بلغ حجم المعاملات 6 مليارات درهم في الربع الثالث مقارنة بـ 2.7 مليار في الربع السابق، وتضاعف عدد الشقق المباعة في السوق الثانوية على أساس ربع سنوي من 520 إلى 1177 وعدد الفلل المباعة من 188 إلى 418، أما بالنسبة للمشاريع قيد الإنشاء، فهناك العديد من الخيارات الجذابة لمشتري العقارات، حيث يقدم المطورون خطط سداد مرنة وخطط دفع بعد التسليم.

وأكد سجواني أن تعامل الدولة مع الجائحة وإجراءاتها الصارمة كان له الأثر الكبير في الحد من عدد الإصابات، ومع عودة الناس التدريجية لحياتهم سيسافر المزيد من الناس إلى الإمارات للعمل والترفيه، وسوف تؤدي هذه التطورات إلى زيادة الاهتمام وارتفاع الطلب على العقارات في الدولة.

جولات افتراضية

قال حسين سجواني إن «داماك» كشركة تطوير عقاري نجحت في الاستفادة من توجهات السوق المتغيرة الناجمة عن الوباء، حيث يمكن لعملائها المتواجدين في الخارج الذهاب في جولات افتراضية للمشاريع ومشاهدة نماذج ثلاثية الأبعاد تشجعهم على الشراء دون رؤية العقارات فعلياً، ما يقودنا فعلياً لتساؤل مشروع: هل هذا هو طريق المستقبل؟ الوقت كفيل بإثبات ذلك.

ورغم تفاؤلي بشأن المتغيرات الإيجابية التي ستعيد تشكيل قطاع العقارات في الإمارات أرى أن مثل هذه التطورات هي مؤشر مهم وواضح على أن السوق أصبح أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الأزمات فيما يأخذ المستقبل في الحسبان